وحوش بلا وطن
إنه الليل. إنه النهار. إنه الضوء. إنه الظلام. الجوُّ حار جدًّا. الجو بارد جدًّا. الطقس ماطر. الطقس مشمس جدًّا. الجو جاف جدًّا. الجو رطب جدًّا. لكننا نقاتل طوال الوقت. مهما يحدث، نحن نقاتل دائمًا. طوال الوقت الرصاص يلتهم كل شيء، الأوراق والأشجار والأرض والناس -يلتهم كل شيء - يجعل الناس ينزفون من كل مكان، والدم يتدفق في كل الأدغال. النزيف يجعل الناس يصيحون ويصرخون طوال الوقت، يصرخون منادينَ أمَّهاتهم وآباءهم، الربَّ والشيطان، يصرخون بلُغة لا أحد يفهمها أبدًا. أحيانًا أغطي أذنيَّ كي لا أسمعَ الرصاص والصراخ، وأحيانًا أكون مَن يصرخ ويطلق النار فلا أسمع عندها غير صوتي. أحيانًا أرغبُ في أن أبكي بصوتٍ عالٍ لكن لا أحد يبكي في هذا المكان. إذا بكيتُ فسوف ينظرون إليَّ لأنه لا ينبغي للجندي أن يبكي.
»وحوش بلا وطن» هي باكورة أعمال الكاتب النيجيري أوزودينما أيويلا، تحكي قصة الطفل آغو الذي زُجَّ عبثًا في القتال. في بلاد غارقة في حرب أهليَّة، يلقي مقاتلو العصابات القبض عليه فيسلبونه طفولته الهانئة، طفولة يرسمها دفء العائلة ولعب الأصدقاء وطموح المدرسة وراحة الكنيسة، ويقحمونه في حرب شعواء لا ينجو منها إلَّا الوحش الضاري. يُعايش الطفل فظائع الحرب والجوع والخوف والعذاب فيروي لنا، عبر لغته الفريدة والآسرة، وفي الوقت ذاته الوحشيَّة والبريئة، قصَّةً مؤلمةً وسيرة بؤسٍ نُعايشها بكل تفاصيلها الحسَّاسة والصَّادقة.
نال الكتاب العديد من الجوائز وحُوِّل عمله هذا لعرضٍ مسرحيٍّ ثم إلى فيلم من إنتاج «نتفلكس» حاز جائزة NME؛ لأفضل فيلم عام 2016.