الاعترافات - دار التنوير
أبي كان يخطف الناس ويقتلهم. أخي يقول إنّه رأى أبي يتحوّل في الحرب من شخص يعرفه إلى شخص لا يعرفه. هذا أخي الكبير. أخي الصغير لم أعرفه، أعرف صورته، أعرف وجهه يشبهني في الصور- كان يشبهني- أكثر ممّا يشبه أخي الكبير. أسمّيه اخي الصغير، وكنّا كلّنا في البيت نسمّيه - في رؤوسنا نسمّيه، حتى من دون أن نذكره ونحن نحكي، كانت صوره تملأ البيت - ماذا كنت أقول؟ أسميّه أخي الصغير ولم يكن أخي الصغير، ولكنّه الصغير لأنّه ظلّ صغيراً، لأنّه لم يكبر، لأنهم قتلوه وهو صغير.
“هناك شخص في داخلي يريد أن يحكي و يحكي و يحكي .. هناك شخص آخر يريدني أن أسكت .. أن أسكت أبدياً و ألّا أفتح فمي مرة أخرى”
مرة أخرى مع الحرب اللبنانية، الحدث الأكثر عنفًا وقسوة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، هنا نستمع إلى أكثر القصص إيلامًا، قصصًا لا تحمل أسماءًا حقيقية ربما، لكنها حدثت بالتأكيد.