الآنسة جميلة
- رواية تفتّش عن ضرورات الصمت، التخفّي، الكذب والظلام داخل البناء النفسي لمجتمعات الشرق، تتناول من وجهات نظر أفراد داخل إطار أسري عدة قضايا مسكوت عنها ومغطاة بعدة طبقات من التراث السلطوي؛ تشوهات الدماغ العربي المعاصر في مواجهة حداثة اللحظة وتطور الحياة من حوله، احتياجات إنسانية تتأخّر فتعمّق الإحساس بالعدم.
تقدم الرواية حقيقة شخصية النساء العربيات من الداخل ونظرتهن لأنفسهن، مشاعرهن، حقيقة علاقتهن مع أجسادهن، صراع البقاء/ القيادة ضمن قطيع الذكور، عن طريق خطاب سردي متعدد الأصوات، وبلغة السخرية المعتمدة كميزة أساسية طاغية.
- من أجواء الرواية؛
أنظر بذعرٍ إلى الحريق المتصاعد من الغاز قبالتي. أبي وسهير اختفيا، أضع أصابعي الخمسة داخل الطنجرة التي تغلي بمكوّناتها، أحرّك بها الأرز مع اللحم وحبّات البازيلاء الخضراء. أعود بعدها بفتور إلى الكرسي، أضع رأسي المُتعب على الطاولة. أغمض عيني كي يكتمل رسم المشهد. الجميع يضحك فوق رأسي. يظنوني ألاعبهم. لا يصدّقون أني أحترق؛ فالندبات الداخلية لا صوت لها ولا رائحة.
يُكمِلُ أبي مضغَ طعامه بصوتٍ عالٍ فوق رأسي مع ضحكات سهير الرنّانة وغنجها، المقزز، قائلة: هالبازيلا متل الحجار الصغيرة؛ مش مستويين معك يا جميلة!