اليوم الأخير
يُجسّد ميخائيل نعيمه، في هذه الرواية، تجربة إنسان تناهى إليه عندَ منتصفِ الليل أنّ الساعات الأربع والعشرين المقبلة هِيَ آخر ما تبقّى له من فُسحة العمر. وهكذا يتَحتَّمُ على موسى العسكريّ في هذه الساعات القليلة أن يقفَ من حياته كلّها ذات السبع والخمسين، موقفَ رجل أمام منزله الذي يحترق: فلا بدّ له بكلّ ما أوتِيَ من فطنةٍ وسرعةٍ أن يميّزَ، في ضوء اللَّهَب المتنامي، بينَ ما كان قبل النار يحسبه ضروريًّا، وبَين ما هو حقًّا ضروريّ، فينتَزِعه دون غَيره وينجو به قبل أن يتحوّل الكلّ إلى رماد. في هذا الإطار، يَروي ميخائيل نعيمه، بواقعيّةٍ مدهشة وبفنٍّ قصصيّ، مُعجِزَ سيرة هذه الساعات الأربع والعشرين الأخيرة التي هي مَدار الكتاب كلّه. وإذ يَضرب أحداث تلك السيرَةِ على محكّ الموت، بل إذ يدخُل بها مِصهَرَ الموت، يتّضِح تمامًا فيصَلُ التفرِقةِ في حياة الناس بينَ ما هو زائفٌ حقًّا وما هو أصيل.