مواسم القرابين
هذه روايةٌ نشهد فصولها كلّ يومٍ، قصَّةٌ نحن جزء من تفاصيلها، سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه. قصَّة أولئك الذين لفظتهم الأوطان، فاحترفوا الإقامة في الترحال.
من الصومال تنطلق رحلة صالح ديما في نصٍّ يتجاوز كلّ الاستعارات التقليديَّة عن الهجرة واللجوء (استعارة الحقيبة والسياج وجواز السفر...) لأنَّ ما يهاجر هنا ليس مجرَّد نازح، بل هو وطنٌ بأكمله، هويَّةٌ ما انفكَّت تتجسَّد في الترحال. إنَّها رواية الوطن - الجسد، وقد تمزَّقت أوصاله. من كيسمايو إلى نيروبي فجِدَّة، يرسم صالح ديما في روايته صورة اللاجئ الأبديَّة، حيث تختلف الأزمنة والأمكنة، ويظلُّ اللاجئُ هو اللاجئ: جذورٌ في الهواء، يحمل حيثما وطئت قدمُه أشباحَه ويقدِّم قرابينَه، إذ لا يكفي اللاجئ أن يوطِّن نفسَه في مكان ما، لينجو ممَّا علق بجسده من روائح وطعوم وأحاسيس وأصوات...
إنَّها معزوفة الأسى والسعي الأبديّ نحو ما لا يُدرك، ولكنَّها أيضًا كرنفالٌ من المتعة، لأنَّ للّاجئين أيضًا الحقّ في الحبِّ والصداقة واللعب والرقص والاحتفال...
حازت رواية مواسم القرابين جائزة أسماء صدِّيق للرواية الأولى في دورتها الثانية عام 2024.