حيزيا: زفرة الغزالة الذبيحة
الرواية أعادت تركيب قصَّة الحبِّ الجزائريَّة المعروفة عند الجميع (حيزيا) التي تغنَّى بها أغلب الفنَّانين الجزائريِّين من كلِّ الأجيال. القصَّة حدثت حقيقةً في واحات الزيبان، في النصف الثاني من القرن ١٩. بعد بحث طويلٍ قام به الكاتب استمرَّ أكثر من ثلاث سنوات، وتنقُّلاتٍ كثيرةٍ نحو مكان الأحداث، ومحاورة مشايخ الجنوب الصحراويّ ونسائه المسنَّات القريبات تاريخيًّا من أحداث القصَّة، تكشَّفت له حقائق جديدة من بينها أنَّ (حيزيا) قُتلت بشكلٍ تراجيديّ، ولم تمت ميتةً طبيعيَّة. وأنَّ الشاعر (محمَّد بن قيطون) الذي خلَّدها في مرثيَّته العظيمة التي تحمل اسمها، هو العاشق الحقيقيّ وليس صديقه (سعيّد) الذي لم يكن أكثر من قناعٍ أدبيٍّ وأخلاقيٍّ.
خالد، بطل الرواية، سيقوم بالمغامرة الخطيرة مثل محقِّقٍ بوليسيّ، لكشف السرّ المخفيّ وراء قصَّة حيزيا، ويضع تحت أنظارنا المندهشة تفاصيل قصَّة حبٍّ لم يُكتب لها أن تعيش، عشقيَّة بسيطة في ظاهرها، معقَّدة في عمقها، تتخفَّى تحتها طبقات من الصراعات القبليَّة والسياسيَّة والتواطؤال المتبادلة مع الاستعمار الفرنسي.
(حيزيا) روايةٌ وليست تاريخًا. استعارة لجزائر حيَّة وجميلة، عرضة لكلِّ المهاوي والانتهاكات والمزالق المدمّرة.