مقدمة المؤلف:
بعد أن ظننتُ أن ستارة الفصل الأخير من حياتي قد أٌسدل, إكتشفت أنني قد مُنحتُ وقتاً مستقطعاً لأكتب عن تسونامي الأسئلة المتهافتة حول ماهية حياتي, واذا أردت ومن دون تحفظ أن أصفها فهي قد راوحت بين الخسارات المريرة وغلبة الإحساس بالخذلان, خذلان الذات قبل خذلان الآخرين, وسيطرة الشك وعدم اليقين, تكالبت عليَ خلالها التحديات الجنونية. إلا أنني في حقيقة الأمر أًقر أنني استغرقت في الحياة الى حد الاقتراب من الموت, ليتضح لي لاحقاً أن الحياة والموت كانا صنوان يترافقان معي على الدرب ذاته وكانا يتصارعان ليرفع أحدهما راية النصر مهللاً عند خط النهاية ويفرض على الآخر رفع راية الإستسلام. هذه الرواية ليست سيرة ذاتية أو شريطاً تسجيلياً بل كانت محاولة للكتابة وتحولت الى حوار مع الذات للنفاذ الى مكنونات كان تم دفنها عميقاً في محاولة فاشلة لجعلها منسية تماماً. وصدف أنني كنتُ بدأت الكتابة في زمن العزلة التي فرضها إجتياح الكورونا للكوكب لأكتشف أننا كنا بحاجة ومنذ زمن طويل لصفعة من مثل هذا الوباء لكسب فسحة من الوقت في محاولة لرئب جروح النفس وهو ما لم متاحاً لولا التنقيب عميقاً في صندوق ذكريات الحياة لتتملى به عيناي كما روحي القلقة, كان العلاج في الكتابة, أو بمجرد المحاولة بحد ذاتها.
أكان الموت يقارعني؟ أم أنها الحياة؟ أم أن كليهما استفزا فيّ الرغبة في العيش ...حتى الموت.