شارع بن يهودا
إنها بالفعل تل أبيب!
يرى الآن إسرائيل من تلك الشرفة العالية في بناية جوردون إن بشارع بن يهودا. ما الذي جاء به إلى هنا بعد كل تلك السنوات من أسر أبيه في سجن عتليت، وموت عمه الغامض في اليمن؟
يكاد لا يصدق أن رحلته الدائرية بين مصر والأردن وأمريكا قد مرّت بكل هذه الأحداث الغرائبية، وكأن الأقدار قد دفعته دفعًا ليكون شاهد يقين على مسيرة وطن، منذ دخول طلائع جيش لويس التاسع إلى المنصورة، والنكسة، وانهيار برجي مركز التجارة العالمي أمام عينيه في نيويورك، حتى الفوران الكبير.
هو الآن يرى ببصيرة حادة، ويستطيع أن يعترف ويحكي لنا: هل كان إعدامه في ميدان العباسية محض كابوس؟ ما الذي ذهب به إلى جبل الكرمل في حيفا، وماذا كان يفعل في شارع بن يهودا؟
إنها الرحلة التي سيكملها القارئ لأنه سيكتشف مع كل سطر؛ إنه كان مشاركًا فيها.