يدور هذا النصّ الروائيّ حول الوضع الجزائريّ المتأزّم، الذي تصوغه نخبة عسكريّة متسلّطة وجماعات دينيّة متطرّفة، وضياع إجتماعيّ، وأسى على ثورة وطنيَّة مجهضة.
بنى الروائيّ عمله متوسّلاً أدوات فنيّة ملائمة: الرمز، السخرية السوداء، الشخصيّات المقابلة، الحوار الداخليّ، ووثائق إجتماعيّة تاريخيّة، وشيئاً من الكتابة المباشرة التي تحتجّ على وضع سلطويّ يستعمل الجزائريّين ولا يحل مشاكلهم.

تضطرّ فاطمة مع أسرتها إلى الهروب من ويلات الحرب والتعذيب إلى مخيّم اللجوء، تاركةً الوطنَ وزوجَها الحبيب حمزة، الذي أصرّ على البقاء والالتحاق بصفوف المقاتلين. لكنْ، هل ثمّة مَن يُخرج فاطمة من قمقم اللجوء اللعين، ويروي ظمأها بعيدًا عن رائحة المستنقعات العفنة والنفسيّات المشوّهة؟ ما القدر الذي انتهت إليه؟ وكيف أصبحت بين زوجين في حياتها الجديدة؟ رواية عن مأساة القرن الحادي والعشرين: حياة اللجوء والفرار من جحيم إلى جحيم أعظم. محمود حسن الجاسم أكاديميّ وروائيّ سوريّ، له العديد من المؤلّفات الأكاديميّة والروائيّة، من بينها رواية نزوح مريم، المُدرَجة ضمن اللائحة الطويلة لجائزة بوكر العربيّة.

تتميّز هذه المجموعة بما يمكن اعتباره أنسنة الجماد، إذ يكتب المؤلف قصة عن رحلة قضيب حديد، وأخرى عن مأساة شجرة، وأخرى عن الزجاج المتناثر في الطريق. كلّ ذلك بلغة مكثّفة، شديدة الإيحاء، تنمّ عن امتلاك حساسية شعرية فذة، في قالب تجريبي هو نسيج وحده في التعبير القصصي الحديث.

وُلد محمود الورواري في مصر. وصدرت له مجموعة قصصية بعنوان العزف على وتر مقطوع، ثم مسرحية للأطفال بعنوان حاسب من الغلط، ومجموعة قصصية أخرى بعنوان اختزال من المسافة والسفر، إضافةً إلى روايته الأولى التي صدرت حديثاً وهي بعنوان ردّ اعتبار.

يوثّق هذا الكتاب مراحلَ "معركة القصير" مدينةً وريفًا. هي المعركة الأولى لـ"حزب الله" داخل الأراضي السوريّة، وقد أثارت اهتمامَ مختلف الأوساط السياسيّة والعسكريّة، إقليميًّا ودوليًّا، وتُعدّ من نقاط التحوُّل الأساسيّة في الحرب السوريّة، سياسيًّا وميدانيًّا. تُنشر في هذا الكتاب، للمرّة الأولى، معلوماتٌ مفصَّلة من مصادر عديدة، ومن مشاهدات الكاتب خلال تغطية الأحداث هناك طوال ثمانية أشهر، عن سَيْر المعارك في الريف والمدينة. كما يتضمّن الكتاب قصصًا من المعركة رواها مقاتلون من الطرَفيْن، وقصصًا من القرى التي انقسم أهلها – لبنانيّين وسوريّين - بين المتقاتلين.

"كنتُ أنظر مرارًا إلى صفِّ الأشجار التي تُقابلنا، وإلى البيوت البيضاء المتناثرة حوله. قد تصل هشاشةُ خطّ التماس في الحروب إلى أن يكون مجرّد مجموعةِ أشجارٍ خضراء؛ وقد تصل قسوةُ الأشجار في الحرب إلى أن تتحوَّل إلى خطوط تماسٍّ يحصل قربها موتٌ كثير".

راوي هذه الرواية،أو أحد الرواة، يقول، في لحظة من اللحظات: "وفي داخا كل قارئ شهريار غافياً" ألا يمكن القول كذلك: "وفي داخل كل كاتب سهرزاد غافية"؟ فماذا لو كانت شهرزاد وشهريار، في الخيط الرفيع من الدم والقسوة والفن والخيال الذي يجمع بينهما، هما النموذج والنبض البعيد الحاضر في كل رواية وكل سرد؟ وماذا لو كانت ألف ليلة وليلة هي نغمة القرار في كل صوت من أصوات الرواة وهم ينغمون عالمهم الروائي؟ وماذا لو كان ما كتب من الروايات بعدد الحصى والنجوم ليس سوى تنويع على صوت شهرزاد الهامس بحكاياته في ليل بغداد؟

هذه الرواية، يتشابك رواتها وتحابك شخصياتها، آتية من دائرة السحر التي خلقتها وتخلقها شهرزاد حتى لا ينقطع السرد ولا الفن.

إنني من ثلاثين عاما أرتب هذا الفضاء لكي تسكنيه

ضمن أجواء مشحونة بالتوتر وبالمعاناة النفسية تجري أحداث كباريه سعاد، يستحضر الروائي من خلالها لقطات اجتماعية مرمزة حيناً، فاضحة أحياناً إلا أنها دائماً وأبداً تشي بالانحطاط الأخلاقي الذي يسري في المجتمعات وعلى جميع الأصعدة: السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الشخصية... رواية تحمل من الغدر الكثير ومن الإخلاص القليل القليل.

تهيئ لنا الرواية مرصداً شرقياً للنظر إلى زقاق مجهول لنا في المغرب العربي، محتشد بشخصيات لم تستطع الأقنعة المحلية أن تخفي قسماتها الحادّة، والجلاليب أن تحتوي عنف أجسادها. وكانت عين الشرقي حادّة وهي تزيح النقب عن الوجوه المغربية وتخترق الأجساد والعقول المعذبة بقضايا مجتمع لم يتخلّص تماماً من تسلّط الفقر والجوع والجنس والرهبة الأيديولوجية.